الميراث
مقدمة:
يعتبر الميراث ركناً أساسياً في الشريعة الإسلامية، وهو مجموعة القواعد والأحكام التي تنظم عملية توزيع أموال وتَرِكة المتوفى على ورثته الشرعيين بعد وفاته. ويُعد الميراث حقًا من حقوق الورثة الشرعيين، ويستحقونه فور وفاة مورثهم.
حكم الميراث:
الميراث فرض من الله تعالى، وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدل على مشروعية الميراث، ومنها قوله تعالى: “يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ” (سورة النساء الآية 11).
شروط الميراث:
حتى يستحق الشخص الميراث، يجب أن تتوفر فيه عدة شروط، وهي:
- أن يكون المورث قد تُوفِّي.
- أن يكون الوارث حيًا وقت وفاة المورث.
- أن لا يكون بين الوارث والمورث مانع من الميراث، مثل القتل العمد.
أنواع الورثة:
ينقسم الورثة إلى فئتين رئيسيتين:
- الوارث الأصلي: هو الوارث الذي له نصيب مقدر في الميراث، ولا يتأثر نصيبه بدخول وارث آخر.
- الوارث العاصب: هو الوارث الذي لا نصيب مقدر له في الميراث، ولكنه يأخذ ما بقي من التركة بعد إعطاء الورثة الأصليين نصيبهم.
حجب الميراث:
هناك حالات يحجب فيها الميراث عن بعض الورثة، وأشهرها:
- القتل العمد: يحرم القاتل من ميراث المقتول.
- الاختلاف في الدين: لا يرث المسلم من الكافر ولا الكافر من المسلم.
تقسيم التركة:
تنقسم تَرِكة المورث بعد خصم الديون والوصايا على الورثة الشرعيين بحسب نصيبهم المقرر شرعاً، ويُعامل الذكور ضعف الإناث في الميراث إلا في حالات محددة.
الميراث في الفقه الإسلامي:
اهتم فقهاء الشريعة الإسلامية بالميراث وتفصيل أحكامه، ووضعوا قواعد كثيرة لتنظيمه وتوزيع التركة. ومن أهم المذاهب الفقهية في الميراث:
- مذهب الحنفية: وهو أكثر المذاهب انتشارًا في العالم الإسلامي.
- مذهب المالكية: وهو من أكثر المذاهب شهرة في شمال إفريقيا.
- مذهب الشافعية: وهو من أكثر المذاهب شهرة في جنوب شرق آسيا.
الوصية:
الوصية هي تصرف قانوني ينشئ عند وفاة الموصي حقًا للغير في جزء من تركة الموصي، وقد جاءت أحكام الوصية مبينة في القرآن الكريم والسنة النبوية. ويُشترط لصحة الوصية أن تكون محددة ومشروعة وأن لا تزيد عن ثلث التركة.
الخاتمة:
الميراث هو حق شرعي للورثة، ونظمت الشريعة الإسلامية أحكامه بدقة وعناية. ويجب على المسلمين معرفة أحكام الميراث حتى يتمكنوا من تقسيم تَرِكة ذويهم بالعدل والإنصاف.